
راشد الغنوشي في قليبية
لم يكن بحسبان راشد الغنوشي ابدا ان البعض من سكان و شباب قليبية ذكورا و إناثا سيقفون سلميا للتعبير عن آراء تلخصت في :
انا مسلم و النهضة لا تمثلني
لا للمتاجرة بديننا الاسلامي الحنيف
من اين لك هذا يا راشد ؟
النهضة تعترف بماء الفرق فمتى المحاسبة ؟
لا مصداقية لمن شكك في الديمقراطية
راشد الغنوشي يهنئ السيد صخر الماطري
نعم لتونس حرة لا لتونستان
تونس الحرية لا تجمع لا رجعية
ماذا عن الانقلاب العسكري يوم 8 نوفمبر 1987 يا سي راشد ؟
للشعب الحق في معرفة مصادر تمويل النهضة
ماذا عن تسريبات ويكيليكس و تواطئ النهضة مع امريكا ؟
و غيره من عديد الشعارات المرفوعة ...
و قد بدا التحرك السلمي منذ التاسعة صباحا (وصل الغنوشي في الرابعة) و تم تفريق نسخ عديدة من ميثاق المواطنة اللذي وافقت عليه جميع الاحزاب الا النهضة ، و قمنا باخذ العديد من الصور تحت معلقات الحركة و شعارها رافعين لافتات (انا مسلم و النهضة لا تمثلني) قبل الدخول في عدة نقاشات في شكل حلقات !
و الجدير بالذكر ، ان البعض حاولوا مصادرة حقنا في التواجد (في دار الثقافة) و الحضور و التعبير عن عدم دعمنا للنهضة بحجة ان اليوم عرسها ، بل حتى ان البعض هددنا و حاول تعنيفنا و اتهمنا باننا اذناب النظام السابق (لوووول) ، و لكن ، و بكل موضوعية ، فإن البعض الآخر رحب بنا و اكد على حقنا في التعبير عن راينا بكل حرية و تفهم ان الممارسة الديمقراطية تحتم مثل هذه التحركات السلمية ، و اخص بالذكر السيد حسام القبجي ، صديقي الشخصي و اعتز بصداقته لي و اللذي لم اكف عن تبادل النكات معه بخصوص الحدث ، و آخرون ايضا قبلوا ان ينظم الحدث بطريقة موازية يحسب لهم تفهمهم و رحابة صدرهم !
و من بعد ، خرجنا الى الشارع و اقترحنا على بعض المحلات تعليق لافتات فابدوا ترحيبا بالفكرة ، ثم وقفنا جميعا امام دار الثقافة رافعين لافتاتنا و منشدين بعض الشعارات لعل اهمها (تونس تونس الحرية ، لا تجمع لا رجعية) و قد اكد العديد من المارة عن دعمهم لنا ، و هنا ، اود ان انوه بان البعض (ليس بالضرورة منتميا مع النهضة ) قد قام بشتمنا و ثلبنا بل و تهديدنا ، فقد قيل لي شخصيا على سبيل المثال (باش تتكلفلك غالية هاذ تو تشوف ) او (هانو في العشية الشيخ جاي ، و تحل فمك برك ) و هي تصرفات و اقوال تنم عن جهل سياسي و خاصة جهل بقواعد الممارسة الديمقراطية ، فليس لاحد الحق في مصادرة حقنا في التظاهر السلمي (و نؤكد على الطابع السلمي للحدث) ، و قد حاول البعض بعد ذلك ضربنا و مهاجمتنا الا انه تمت السيطرة على الوضع سريعا و ذكرنا الجميع باننا ابناء مدينة واحدة و مهما اختلفت الآراء و المواقف السياسية !
و في الاثناء تحاورنا مع عضو من اعضاء النهضة ابدى احترازا من لافتة كتب عليها (النهضة تعترف باحداث ماء الفرق ، فمتى المحاسبة ؟)
فذكرنا العضو بالندوة الصحافية التي اعترف قياديو النهضة الجبالي ، العريض و الغنوشي بالاحداث المؤلمة في باب سويقة و ماء الفرق و كان ذلك يوم 7 فيفري 2011 ، الا انه انكر و تحدانا ان ناتي له ببراهين ، قبلنا التحدي و اقترحنا عليه ان يعرض فيديو على العموم إن احضرناه في قرص (سي دي) ، و لكن، و بعد ان قدمنا لهم الفيديو ، رفضوا عرضه بحجة انه كلام مقتطع من سياقه !
ثم دخلنا بعد ذلك في نقاشات طويلة مع بعض اعضاء الحركة و المتعاطفين معها ، و كانت حوارات بناءة جدا قدمت فيها مختلف وجهات النظر و اتسمت خاصة بالهدوء !
إلى ان اقتربت الساعة الرابعة بعد الزوال ، (موعد وصول الغنوشي) ، فاجتمعنا جميعنا امام المدخل الرئيسي لمسرح الهواء الطلق ، حاملين معنا لافتاتنا و معلقاتنا ، وعندها اندهشت لعدد النساء و الفتيات المحجبات اللاتي ابدين معارضتهن لحزب النهضة و عدم رضاهن عن الغنوشي ، و هنا بدا عدد كبير جدا بالتجمع معنا رغم بعض الاستفزازات المجانية و التحرش بنا و كنا نبذل جهودا كبيرة كي لا تصير الامور الى الاسوإ خاصة بعد ان بدأت الاعصاب بالتشنج حيث ان البعض اتهمنا بالالحاد و شكك في إيماننا و زعم ان 99% من التونسيين مع حركة النهضة و ما معارضوها الا شرذمة قليلة تريد الضلالة ، و نحن نندد و سندد دائما بمثل هذه المغالطات و بهذا التكفير (حديث نبوي شريف : من قال لاخيه يا كافر ، فقد باء بها احدهما) ، ثم حاول بعض المتحمسين من المتعاطفين مع الحركة ان يعتدوا علينا الا ان الجميع هدأ الاوضاع لمنعنا من دخول المسرح رغم تاكيدنا على سلمية احتجاجنا و قد قيل لنا حرفيا : اللي شادد ورقة انا مسلم و النهضة لا تمثلني ما يدخلش ، فاحتججنا على هذا الاقصاء و تم تصوير العملية بالفيديو ، ثم بعد ذلك ، و حسب ما استنجت فإن اعضاء الحركة تشاوروا في ما بينهم و سمحوا لنا بالدخول ! و ذلك بعد ان تم التاكد من ان راشد الغنوشي قد دخل من الباب الخلفي للمسرح دون ان يتفطن له احد !
بدأت بعد ذلك "الخطبة" ، خطبة راشد ، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني ، و ما ان انتهينا حتى بدانا نهفت جميعا ( تونس تونس الحرية ، لا تجمع لا رجعية) (كررناها اربعة او خمسة مرات) و هنا تقدم الي عضو من النهضة قائلا لي بالحرف الواحد و الله على ما اقول شاهد :( اسمع ، راهو عنا لهنا شكون متراني كاراتي و تشوفوا اش يعملوا فيكم) ، الا انه جوبه باستنكار شديد من قبل من سمعهو تمت معاتبته بشدة على ما صدر منه، عندها ، غادرت المكان متذمرة سيدة محجبة ، قائلة :( يا من قومك من قبرك يا دردوري ، الله يرحمك مت قبل ما تشوف هالهموم الجامدة جايينا لقليبية)
و الدردوري لمن لا يعرف هو عبد القادر الدردوري ، المناضل الحقوقي في قليبية و رئيس فرع الرابطة التونسية لحقوق الانسان ، ناضل طيلة حياته ضد دكتاتورية بورقيبة و بن علي ، و توفي يوم 2 جانفي 2011 ، و هو يستعد لتنظيم مسيرة تضامنا مع اهالي سيدي بوزيد و القصرين ، رحمك الله يا قيدوم مناضلي مدينة قليبية...
ثم ، بدأ بعض اعوان الحماية (تابعون للنهضة) بحملنا على مغادرة المكان عنوة ، و هو ما ساهم في تأجيج معارضي الحركة و غضبهم ، فتقدمت نحو هؤلاء ، و امرت الجميع بمغادرة المكان لانه ليس من صالح ابناء المدينة الواحدة التضارب و التخاصم بسبب مواقف سياسية خاصة و اني لاحظت ان المتعاطفين مع النهضة بدأوا يفقدون اعصابهم و اصبحت تصرفاتهم اكثر عدوانية ، و للنزاهة ، فإن نهضويين آخرين كانوا على عين المكان ابدوا تفهمهم و ساهموا في تهدئة الخواطر و نحن نشكر لهم تصرفهم هذا !
و بعدها ، دخل اشهر بوهيمي في المدينة، و هو رجل يعرفه الجميع ، مناديا : بالروح و الدم نفديك يا دبوزة ! مما اثار ضحك الجميع !
لم تدم كلمة راشد الغنوشي اكثر من نصف ساعة ، غادر بعدها الجميع المكان ، و تكونت حلقات اخرى عند الخروج ، و لكن ، حينها ، تعرض صديقنا (ب.ع) الى التعنيف من طرف احد اعوان الحماية بتحريض من احد الاعضاء ، و قد تم افتكاك آلة تصوير كانت لنا و وثقنا بها الحدث منذ الصباح ، ثم حاول المعتدي الاستحواذ على (الكارت ميموار) اللتي تحتوي على كل الفيديوات و الصور ، الا ان البعض من شباب المدينة تفطن لذلك و جن جنونه ، فاندفع جمع غاضب نحو المعتدي و استرجعوا آلة التصوير، و كانوا وقتها في حالة هستيريا بسبب مجانية الاعتداء و خاصة ان كل الامور كانت على ما يرام، و وقتها رمى بعض المراهقين بالحجارة نحو اعوان الحماية و سيارات كانت تابعة لمن اتوا من خارج المدينة ، الا انه تمت السيطرة على الوضع سريعا !
اعطت اليوم قليبية درسا في الممارسة الديمقراطية ، فنحن جميعا نرحب باي كان كمواطن ، و لكن ليس بالضرورة كسياسي ، و تنظيم مثل هذه التظاهرات السلمية ، و التي حافظت على طابعها السلمي رغم الاستفزازت و محاولات التحرش المتواصلة، و خاصة ، النقاشات المصغرة التي وقعت ، تنم عن بداية تبلور وعي لدى المواطن، اذا استثنينا طبعا بعض التصرفات الشاذة التي قام بها بعض المراهقين ، الا ان الغريب في الامر ، ان البعض انخرط في حملة تشويه منظمة ضد كل من شارك في وقفة اليوم ، حيث اتهمنا باننا من اذناب الرئيس الفار (لوووووول مرة اخرى) ، و اننا نجند اطفالا خدمة لمآربنا و هذا محض افتراء حيث ان مجيئ الاطفال كان عفويا ، بل على العكس ، بذلنا جهودا جبارة لتاطير العدد الكبير من الاطفال و المراهقين اللذين فاجأنا حضورهم ، و لمن اتهمنا بالاقصاء ، نقول لهم ، لم نقص احدا و لم نطرد احدا، فنحن قمنا بوقفة سلمية كي نعبر عن راينا : النهضة لا تمثلنا ، و لنا كامل الحق في التعبير عن راينا ، و ليس لاحد الحق ان يصادر حقنا في التعبير ، و نؤكد ، درء ا للشبهات و خاصة الافتراء ات ، اننا شباب مستقل لا ننتمي الى اي حزب سياسي و لا نمثل الا انفسنا !
video :
http://www.facebook.com/video/video.php?v=177885165596867&comments
quelques photos :
http://www.facebook.com/media/set/fbx/set=a.178975185488832.69598.100001290560448
autres photos :
http://www.facebook.com/media/set/fbx/set=a.2013453735552.2119280.1220052400
encore d'autres photos :
http://www.facebook.com/media/set/fbx/?set=a.1825677934283.96642.1610312066
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire